ويلقي سفير المغرب لدى الكويت علي بن عيسى الكلمة الافتتاحية في المنتدى.
مدينة الكويت، 16 ديسمبر 2020: أفاد سفير المملكة المغربية لدى الكويت، علي بن عيسى، أن الصادرات المغربية إلى الكويت زادت بنحو 7.1 في المائة خلال النصف الأول من عام 2025. وفي حديثه خلال المنتدى الاقتصادي المغربي الكويتي، سلط السفير الضوء على النشاط التجاري القوي بين البلدين في عامي 2023 و 2024، فضلا عن الأهمية الاقتصادية لعلاقاتهما الثنائية. وأوضح السفير ابن عيسى أن المشاريع الممولة من الكويت في المغرب تغطي قطاعات متعددة، بما في ذلك السيارات والفضاء والطاقة المتجددة والسياحة.
وارتفعت الصادرات المغربية إلى الكويت من 97 مليون درهم عام 2022 إلى ما بين 179 مليون و217 مليون درهم خلال العامين الماضيين، مما يعكس الاهتمام الكويتي المتزايد، خاصة بالمنتجات الزراعية مثل الفواكه الحمراء، التي شكلت 29 مليون درهم عام 2023 و20 مليون درهم عام 2024. وتوقع السفير ابن عيسى ارتفاع الصادرات المغربية إلى الكويت، خاصة في المنتجات الزراعية مثل الفواكه والخضروات. وفقاً لخبرات الشركات المحلية واستراتيجية الحكومة “الجيل الأخضر 2030”. وتعتمد الاستراتيجية التي أطلقها الملك محمد السادس في فبراير 2020، على نجاحات “مخطط المغرب الأخضر” وتركز على تنمية رأس المال البشري والتحديث والاستدامة والقدرة التنافسية من خلال الابتكار والرقمنة وتعزيز سلاسل القيمة الزراعية. وتشكل هذه الجهود جزءا من إصلاحات واسعة النطاق على مستوى البلاد، بما في ذلك إدخال تحسينات كبيرة على الطرق والسكك الحديدية والمطارات والموانئ، فضلا عن إدخال خط السكك الحديدية عالي السرعة.
كما سلط السفير ابن عيسى الضوء على مكانة المغرب كمركز صناعي ولوجستي معترف به عالميًا في القطاعات الإستراتيجية مثل صناعة السيارات والفضاء والصناعات الغذائية. وشدد على أن المغرب يعمل باستمرار على تعزيز بيئة الأعمال من خلال تطبيق ميثاق الاستثمار الجديد، وتبسيط الإجراءات، وتقديم الحوافز المالية والضريبية، وبالتالي تعزيز القدرة التنافسية وجذب المستثمرين. وسلط المنتدى، الثاني لسنة 2025، الضوء على عمق العلاقات التاريخية التي تربط المغرب والكويت، ويعكس التزام البلدين بتعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي من أجل المنفعة المتبادلة، انسجاما مع تطلعات الملك محمد السادس وصاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح. واختتم السفير ابن عيسى كلمته بالإعراب عن سعادته بمشاركة رجال أعمال ومسؤولين من كبريات شركات الأغذية المغربية إلى جانب نظرائهم الكويتيين. كما أعرب عن امتنانه لوزارة الخارجية الكويتية وغرفة تجارة وصناعة الكويت لدعمهما لهذا الحدث الاقتصادي المشترك.
من جانبه، أكد عماد عبدالله الزيد، مساعد المدير العام لغرفة تجارة وصناعة الكويت، أن الصادرات المتنوعة والخبرات الإنتاجية القوية تعكس التحول والتقدم الاقتصادي. وأشار إلى المغرب باعتباره قصة نجاح، مشيرا إلى تحوله من الاعتماد على الملابس الجاهزة إلى أن يصبح رائدا في صناعة السيارات والصناعات المتقدمة في غضون عقدين فقط. ودعما هذا التحول بالبيانات، أوضح الزيد أن صادرات المغرب من الأغذية الزراعية العالمية زادت بأكثر من الضعف بين عامي 2015 و2023، حيث بلغت 8,8 مليار دولار أمريكي. ومع ذلك، فإن 73 في المائة من هذه الصادرات تتركز في الأسواق الأوروبية، في حين من المتوقع أن تظل صادرات المغرب الزراعية إلى دول مجلس التعاون الخليجي أقل من 0.1 مليار دولار أمريكي في عام 2024، على الرغم من أن دول مجلس التعاون الخليجي تستورد أكثر من 74 مليار دولار أمريكي من هذه المنتجات.
على سبيل المثال، يمثل المغرب أقل من 0.1 في المائة من واردات الكويت الزراعية السنوية البالغة 6.7 مليار دولار أمريكي، والتي يبلغ مجموعها 7.2 مليون دولار أمريكي فقط. كما أعربت الغرفة عن أملها في أن يسفر الاجتماع عن علاقة تصدير قوية ومتنوعة ومستدامة، بدلاً من التركيز فقط على الصفقات الفورية. وحثوا الشركات المغربية على تطوير استراتيجية لتسويق الصادرات على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي لتعزيز القدرة التنافسية لمنتجاتها. علاوة على ذلك، يهدف الاجتماع أيضًا إلى السماح للشركات المغربية بتقديم فرص استثمارية لشركائها الكويتيين، مما يزيد من تعزيز العلاقات التجارية الثنائية. بالإضافة إلى ذلك، سلط الدكتور صلاح العثمان من مجموعة الشال الضوء على اقتصاد الخدمات المتوسع في الكويت، والذي يقدم خدمات مالية واستشارية تربط المستثمرين والتجار والمستهلكين. وأكد القوة الشرائية القوية للسوق، مشيرا إلى أن عدد سكان الكويت يبلغ نحو 5 ملايين نسمة (ثلثهم مواطنون)، ويبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي حوالي 2.5 مليون دولار أمريكي، ويبلغ متوسط إنفاق الأسرة السنوي حوالي 60 ألف دولار أمريكي.
وتبلغ قيمة قطاع الأغذية والمطاعم وحده 3.5 مليار دولار أمريكي. وتنعكس قوة المستهلك أيضًا في إنفاق الكويتيين ما يقرب من 16 مليار دولار أمريكي على السياحة في الخارج، مع ظهور المغرب كوجهة مفضلة لكل من السياحة والاستثمار. في غضون ذلك، أوضح السفير ابن عيسى أن التحول الاقتصادي الذي يشهده المغرب عزز مكانته كوجهة مفضلة للاستثمارات الأجنبية وشريك تجاري موثوق. تصنف التقارير الدولية باستمرار المغرب ضمن أفضل الدول الإفريقية للأعمال التجارية وباعتباره وجهة سياحية مفضلة. وفي عام 2025، سجل المغرب رقما قياسيا في مجال السياحة، حيث استقبل حوالي 18 مليون زائر بحلول أواخر نوفمبر، بما في ذلك 31 ألف زائر من الكويت. وأرجع هذا النجاح إلى المناخ السياسي المستقر الذي تتمتع به المملكة، والذي يجذب الاستثمارات الآمنة، فضلا عن موقعها الاستراتيجي الذي يربط أفريقيا وأوروبا والمحيط الأطلسي، مما يوفر ميزة كبيرة في الوصول إلى الأسواق الإقليمية.
بقلم مروة البحراوي السياسة/ عرب تايمز

